وفي صـ 42 يقول: "يقول الشيخ الشعراوي: "أنا شخصياً لست مع المفسرين الذين يفسرون بأن المدنو منه هو جبريل؛ والدنو منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن جبريل كَانَ مع الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما دام جبريل معه فكيف يدنو منه، فكان قاب قوسين أو أدنى؟ ذلك ملحظ آخر يعطينا أن الدنو في ((دَنَا فَتَدَلَّى)) شيء آخر من ربه أو ربه منه إيناساً بما يكون من رؤيته للحق أو من كلام الحق له" هذا الكلام موجود في صفحة 63 من كتاب الإسراء والمعراج اعداد وتقديم رياض العبد لله من كلام الشعراوي، ووجه الخطأ في هذا الموضوع هو أولاً: يقول أنا شخصياً لست مع المفسرين الذين يفسرون دنا بأن المدنو منه هو جبريل، يقول: لأن جبريل كَانَ مع الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما دام أنه معه فكيف يدنو منه؟!
والجواب أن الآية في دنو جبريل من مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير الإسراء والمعراج.
وقد سبق أن قلنا: إن المُصنِّف - رَحِمَهُ اللَّهُ - يقول: [وأما قوله تَعَالَى في سورة النجم ((ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى)) [النجم:8] فهو غير الدنو والتدلي المذكورين في قصة الإسراء -المذكور في حديث شريك الذي هو ضعيف مضطرب- فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه كما قالت عَائِِِشَةَ وابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- فإنه قال سبحانه: ((عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى)) [النجم:5-8] فالضمائر كلها راجعة إِلَى هذا المعلم الشديد القوى، وأما الدنو والتدلي الذي في حديث الإسراء؛ فذلك صريح بأنه دنو الرب تَعَالَى وتدليه] وجواب الإشكال الذي ذكره بعض المفسرين من أنه: كيف يدنو منه جبريل وهو معه عُرِجا معاً؟ بأن هذه الآية في قضية أخرى غير قضية الإسراء والمعراج.
وهي المرة الأولى التي رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها جبريل في الأرض عَلَى خلقته التي خلقه الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عليها في الأرض، ولو استمرينا في الآيات لوجدنا أن هذا واضح وجلي يقول سبحانه: ((وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى)) [النجم:13] أي: نزلة ثانية كما في الصحيحين، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى جبريل عَلَى خلقته التي خلقها الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عليها له ستمائة جناح قد سد الأفق، ينزل من السماء فدنى من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذه هي النزلة الأولى، ثُمَّ رأى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل عَلَيْهِ السَّلام مرة أخرى عند سدرة المنتهى وليس هناك دنو ولا تدلي فزال هذا الإشكال.

ثُمَّ يقول في صفحة 43: والقائلون بالرؤية يقولون: إن الرؤية ثابتة والكيفية مجهولة كما يرون أن رؤية الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لا تكون عَلَى حقيقته جل شأنه، بل تكون عَلَى صورة تتناسب مع قوة احتمال المشاهد وإيمانه.
وفي ذلك يقول الدكتور عبد الحليم محمود: " أنا أقول برؤيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لربه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وبدنوه منه سبحانه عَلَى الوجه اللائق، ويقول: إن كلمة عَلَى الوجه اللائق تفض كل نزاع، والله أعلم" نقل المؤلف عن الدكتورعبد الحليم محمود وهو معروف بالتصوف وأكثر كتبه في ذلك، فَيَقُولُ: "أنا أقول برؤيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لربه سبحانه" وقبل هذا يقول المؤلف: إن رؤية الله -تعالى- لا تكون عَلَى حقيقته، فهي تقع ولكن تكون عَلَى كيفية أو عَلَى هيئة تتناسب مع قوة إدراك المشاهد، وهذا الكلام فيه إجمال، ما المقصود بهذه الرؤية؟ إن كانت الرؤية في الدنيا فلها كلام، وإن كانت في الآخرة فلها كلام، فإذا قلنا: إن المقصود هو رؤية الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في الدنيا فإن الأولياء والأقطاب -كما هو في كثير من كتب الصوفية- يزعمون أنهم يرون الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في هذه الدنيا فبماذا نجيب هَؤُلاءِ الناس؟
نقول: إن أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ من عهد الصحابة -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم- إِلَى اليوم مجمعون عَلَى أنه لن يرى أحدٌ ربَّه -عَزَّ وَجَلَّ- في هذه الحياة الدنيا بالإطلاق، إلا أن الخلاف قد وقع في حق الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه رأى ربه - عَزَّ وَجَلَّ - حتى في المنام، إذاً كلامهم هذا باطل، ولا شك في ضلال من زعم ذلك، وإنما قد يكون الشيطان لبسَّ عليه فأراه أشياء أو ظهرت له أنوار أو خيالات، فَقَالَ له: إني أنا الله أو أنا ربك أو زعم أن هذا هو ربه.
بل حتى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يرَ ربه بعينه كما في حديث أبي ذر لما سأله {هل رأيت ربك يا رَسُول الله؟ فقَالَ: نور أنَّى أراه} وفي الحديث الآخر يقول: {حجابه النور} فهو محتجب بالنور -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فلم يره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعين، وإن من قَالَ: إنه رآه كـابن عباس -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما- مقصوده: أنه رآه بفؤاده أي: رآه بقلبه.
ومن ذلك حديث: {رأيت ربي في أحسن صورة} فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم ير ربه - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - بعينه في الحقيقة، وإنما كَانَ يقول في ليلة الإسراء {رأيتُ نوراً}
والمقصود أن ابن عباس-رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- يقول: "رؤيا عين" أي: ليست رؤيا منام في قوله تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ))[الإسراء:60] أي: ما حصل ليلة الإسراء والمعراج كَانَ رؤيا عين بالحقيقة وليس مناماً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والكلام هنا ليس في رؤية الله، وإنما رؤية ما حدث في ليلة الإسراء والمعراج من المرائي التي رآها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدنيا، وفي كل سماء إِلَى أن وصل إِلَى سدرة المنتهى.
وإن كَانَ المقصود رؤية الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في الآخرة، فهذا أمر خارج عن موضوع السياق هنا والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- إنما يتجلى لعباده، وينعم عليهم بلذة النظر إِلَى وجهه الكريم في الآخرة، وبلا شك أن حال الآخرة غير حال الدنيا، فأهل الجنة يعطون من القوة عَلَى الإدراك -والقوة عامة- غير هذا الضعف الذي يعيشونه في هذه الحياة الدنيا، ثُمَّ نقل أن الدكتور عبد الحليم يقول: "أنا أقول برؤيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لربه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وبدنوه منه سبحانه عَلَى الوجه اللائق" أيضاً يقول: إن الله تَعَالَى دنى من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا الكلام أيضاً موافق لما سبق أن بينا خطأه، ثُمَّ يقول: " إن كلمة عَلَى الوجه اللائق تفض كل نزاع" والصحيح أننا نستخدم كلمة عَلَى "الوجه اللائق" في الشيء الثابت نقله، كصفة تثبت لله تعالى، نقول في ذلك عَلَى الوجه الذي يليق بجلاله بلا تكييف، لكن هذا لم يثبت، فإن ما ورد في تلك الرواية المضطربة لا يصلح به الاستدلال عَلَى مثل هذا القول
.
وأصل الخطأ في مثل هذه الأمور، هو الرجوع إِلَى غير هدي السلف الصالح الذين يأخذون كلامهم من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة.
فهذا كلام أئمة التصوف ويدلنا عَلَى ذلك ما نقرأ في صفحة (78) يقول في فقرة عنوانها: "الوصول إِلَى الله" أي: أن من حِكَم الإسراء والمعراج موضوع الوصول إِلَى الله، يقول: عبد الحليم محمود: "بعد وصول الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ربه تعالى، أصبح هدف السالكين إِلَى الله الوصول إِلَى جنابه، والوصول إِلَى الله يعني زوال القلق والاضطراب النفسي، وزوال همَّ الرزق والخوف من الموت، وزوال كل ما يصرف الإِنسَان عن الله تعالى، وزوال كل ما يشغل بؤرة تفكيره عنه، كما يعني من جانب آخر الرقي الروحي الدائم، والفيوضات الإلهية المستمرة، والمعرفة اللدنية المتتالية، والرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصل إِلَى هذا المنتهى وأمر أن يقول: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً))[طـه:114] وزيادة العلم في عرف أولياء الله إنما هو زيادة السعادة، من أجل ذلك قال أحد العارفين: نَحْنُ في سعادة لو عرفها الملوك لجالدونا عليها بسيوفهم".
فهذه جملة من الأخطاء المركبة التي ينبغي أن توضح، وأمثال هذه العبارات الأدبية المجملة الموهمة تدخل تحتها منافذ البدع المؤدية إليها، فأول شيء يفهم من قوله: "بعد وصول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ربه أصبح هدف السالكين إِلَى الله الوصول إِلَى جنابه" معنى ذلك: أن الصحابة -رضوان الله تَعَالَى عليهم- قبل حادثة الإسراء والمعراج كَانَ هدفهم أن يعبدوا الله من أجل أن يدخلوا الجنة ويفوزوا برضوان الله، فلما جاءت هذه الحادثة وبلَّغهم إياها -النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قالوا من الآن- يصبح هدفنا أننا نصل إِلَى جناب الله وهذا الكلام غير صحيح، لأن الصحابة -رضوان الله تَعَالَى عليهم- لم يكونوا يعتقدون ذلك.
فالسالكون أناس غير الصحابة، فالصوفية في القرن الثالث وما بعده سموا أنفسهم "السالكين" ويقولون: إن أهم شيء هو الوصول، فأول ما يبتدأ الإِنسَان به في طريق التصوف يسمى مريداً ثُمَّ سالكاً ثُمَّ واصلاً، فيكون هدف السالكين الوصول، والوصول له معنى آخر لا علاقة له بقضية الإسراء والمعراج، ولا بما حصل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ بين الوصول بكلام آخر يقول: "والوصول إِلَى الله يعني زوال القلق والاضطراب النفسي وزوال هم الرزق والخوف من الموت، وزوال كل ما يصرف الإِنسَان عن الله تعالى، وزوال كل ما يشغل بؤرة تفكيره عنه".

وهنا انتقل إِلَى موضوع آخر هو: زوال القلق والهم والاضطراب وكل ما يصرف الإِنسَان عن الله تَعَالَى -مع التجاوز عن العبارات التي تحتمل معانٍ مجملة- هذا الذي ذكره يمكن أن يقع لكل إنسان يعبد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ويؤمن به ويطمئن بقدره -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- راضياً بما كتبه الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كما قال تعالى: "((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد:28] وهذا أمر يحصل لكل من آمن بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ بل يحصل ذلك للإنسان بقدر ما يزداد إيمانه، لكنه يريد أن يربط القضية بشيء آخر.
يقول: "كما يعني من جانب آخر" أي: ليس هذا هو الجانب الذي كل المؤمنين يشعرون به، وإنما هناك جانب آخر للمسألة "الرقي الروحي الدائم، والفيوضات الإلهية المستمرة، والمعرفة اللدنية المتتالية" التي يسمونها أحياناً التجليات والفيوضات والمشاهدات والكشوفات، ألفاظ مترادفة، تعني ما يقع في قلوب هَؤُلاءِ العباد الزهاد، أو في خيالاتهم عندما يظنون أنهم في تلك الحالة يبلغون درجة عالية من الإيمان بالله سبحانه،ومن هذا المدخل تدخل قضايا خطيرة جداً، كما مر معنا في مسألة التوحيد أنهم يقسمون التوحيد إِلَى ثلاثة أنواع: توحيد العامة، وتوحيد الخاصة، وتوحيد خاصة الخاصة، وهذا هو الوصول.
فالواصلون: هم الذين بلغوا توحيد خاصة الخاصة. يعني: أصبح الأمر عندهم كما يذكر هنا "أمر رقي روحي" فأصبحت هناك فيوضات، وكشوفات، وتجليات، ومشاهدات، ينقطعون بها عن الدنيا والخلق، حتى يصل الأمر من بعضهم - نسأل الله العفو والعافية - إِلَى أن يترك الجمعة والجماعة ويقول: "الذي قلبه مع الله دائماً: كيف يشتغل بهذه العبادات؟!" وهذا غاية الضلال.
وجعلوا توحيد الأَنْبِيَاء من نوع توحيد العامة، وإن ترقَّوا: قالوا من توحيد الخاصة، أما خاصة الخاصة: فهم الذين يتلقون من الله مباشرة، ويبلغ بهم الكفر إِلَى أن يقول أحدهم: ذات الحق سبحانه تجلت فيه، أو أنه هو الله، تَعَالَى الله عما يقول المبطلون والظالمون علواً كبيراً.
فأمثال هذه العبارات المجملة الموهمة: هي التي يدخل منها هَؤُلاءِ، ليقرروا عند النَّاس تلك الضلالات الخطيرة، التي لو اعتقدها الإِنسَان ووقرت في قلبه لكان خارجاً من دين الإسلام!!

ثُمَّ يقول الكاتب: والرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصل إِلَى هذا المنتهى، ((عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى)) [النجم:14] فكأن المسألة فيها تأويل لقضية المعراج من أصلها فالمعراج رقي روحي، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترقى في الوصول إِلَى الله بالفيوضات، وبالمعرفة اللدنية حتى وصل إِلَى المنتهى.
ثُمَّ يقول: وأُمر أن يقول: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)) [طـه:114] والذي يدل عَلَى أن المسألة تأويل قوله: "وزيادة العلم في عرف أولياء الله إنما هو زيادة السعادة" أين العلم من السعادة؟ يعني: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)) أي: ربي زدني سعادة من فيوضاتك وتجلياتك ومعرفتي اللدنية بك والأمر ليس كذلك، فقوله تَعَالَى لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)) كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح: {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين}.
وليس الأمر مجرد السعادة أو النشوة الروحية التي تحصل للإنسان، إنما هو العلم الذي هو علم بالله وبأحكامه من الحلال والحرام، فلا شك أن معرفة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هي رأس العلم، كما أن الفقه في ذلك هو الفقه الأكبر، المتلقى عن طريق الوحي والأدلة، والإيمان به إيماناً صحيحاً كما أخبر سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وليس مجرد تأملات ولا نشوات، يُقَالَ: إنها فيوضات وتجليات ترد عَلَى القلب، ولذلك يدعي كل قطب أو ولي أنه تجلى له مالم يتجلى للآخر، وكلامهم في هذا يختلف، فكل منهم يدعي أن ربه تجلى له وقال له شيئاً لم يقله لغيره، وهذا الاختلاف يدل عَلَى أنها تصورات ذاتية خيالية، بحسب ما يفكر الواحد منهم وما يهتم به، تأتيه هذه الأمور، أما العلم بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- العلم الحقيقي، فإنه يأتي في القُرْآن وفي السنة، ويفهمه الصحابة والسلف الصالح فهماً صحيحاً فلا يختلف أبداً
.